قصّة مُعبّرة: “هل شحذت فأسك اليوم؟” – الشيخة إلهام أبو عبسي

اقترب شابّ مِن رئيس ورشةٍ للحطّابين وطلب عملًا. فأجابه المسؤول: “دعنا نراك تُقطّع هذه الشجرة”. وبمهارة ملحوظة قطّعها الشاب، فأعجب المسؤول بعمله وقال: “تبدأ عملك يوم الاثنين.”

ومرّت أيّام الأسبوع الأوّل وجاء المسؤول يطلب من الشاب أن يأخذ أَجْرَه عند مغادرته في نهاية النهار. “ولكنّني ظننت أنّ القبض يوم الجمعة”، قال الشاب مستغرباً. “أجل”، أجاب المسؤول؛ “ولكنّك ستأخذ أجرك اليوم وتغادر العمل لأنّك تخلّفت عن زملائك في عدد الأشجار التي قطعتها خلال هذه الأيام.”

“ولكنّني أعمل بجهد سيّدي؛ فأنا أول من يصل إلى العمل وآخر من يغادر. حتّى أنّني أعمل خلال أوقات الراحة!”

وأمام أمانة هذا الشاب، سأله صاحب العمل: “وهل كنت تشحذ فأسك خلال هذه الأيّام؟” فأجابه الشاب: “كلّا سيّدي، فقد كنت منغمسًا في عملي ولا وقت لديّ”.

للتأمّل: هكذا حياتنا أيضًا. فنحن مُنهمكون في أعمالنا ولا نجد وقتًا كافيًا لأشياءٍ مُهمّةٍ في حياتنا. ولكنّ الله يريدنا أن نعمل بجهدٍ، ولا ننسى أن نجد الوقت الكافي للصلاة وقراءة ودراسة الكتاب المقدّس. كلّنا بحاجة لأوقات نسترخي بها، نتأمّل ونفكّر، نتعلّم وننمو. فهلّا وجدنا الوقت الكافي لنشحذ فأسنا كي لا تذهب جهودنا سدى؟!

اترك تعليقاً