عيد الشكر… من؟ لماذا؟ وكيف؟ (القس أمير إسحق)

(كولوسي 1: 9-15/ لوقا18: 9-14 )

يأتي الاحْتِفال بأحَد الشُّكْر عادَةً مع نهايَة موسِم الحَصاد وبدايَة فَصْل الشِّتاء. ويُحْتَفَل بِه في النّصف الثَّاني مِن شَهْر نوفمبر/ تشرين الثاني مِنْ كُلّ عام. وقد يَعود ذلك إلى الاحْتِفال بِعِيد الشُّكْر في أميركا في الخميس الأخير من هذا الشَّهر. فما هي قِصَّة هذا العِيد؟ وما هُو الشكر؟ ومَنْ الذي نَشْكُره؟ ولماذَا نَشْكُره؟ ولماذا لا نَشْكُره؟ وكَيْفَ نَشْكُره؟

عيد الشكر:
يقول بَعْضٌ إنَّ الأصْل يَرجِع إلى احْتِفال المُزارعين بنِهايَة موسِم الحَصاد، فَيَتَذَكَّرون خَيْرات الرَّب ويَشْكُرونَهُ على نِعَمِهِ التي مَنَحَهُم إيَّاها طِوال العَام. ويَرَى بَعْضٌ آخَر أنَّ هذا العِيد يُحْتَفَل بِهِ في أميركا، تِذْكاراً لما حَدَث عام 1620م، حِين هَرَب بَعْض الأوربِّيون مِن اضْطِهاد الكنيسة الإنْجليزيَّة إلى الحُدود الشَّرْقِيَّة لأميركا الشَّمالية. وبَعْد رِحْلَة طَويلَة وشَاقَّة جِدَّاً، وبِسَبَب عَدَم خِبْرَتِهم في الزِّراعَة والصَّيْد، ماتَ عَدَدٌ كبيرٌ مِنْهُم. وبَعْد عِدَّة أشْهُرٍ تَدَخَّل رئيس قَبيلَة هِنْدِيَّة وأَنْقَذَهُم مِن تلك المُعاناة، بأنْ علَّمهم الصَّيْد والزِّراعَة. فَاحْتَفَلُوا بأوَّل حَصادٍ شاكِرِيْنَ الرَّبَّ، وهكذا بدأوا يَحْتَفِلون في نهايَة موسِم الحَصاد مِنْ كُلِّ عَامٍ وهُمْ يَشْكرون الله لأنَّه أنْقَذَهُم مِنَ الهلاك، وكانُوا يَدْعون الهُنود الذين ساعَدُوهم وعَلَّموهم الزِّراعة والصَّيْد ليَشْكروهُم في كلّ عيد. ومُنْذُ ذلك التَّاريخ وهُم يَحْتَفِلُون بهَذِه المناسَبَة.

في عام 1941م أقَرَّ الكونْجرس الأميركي الاحْتِفال رسمياً بهذا العِيد، في الخَميس الرَّابِع مِن شَهْر نوفمبر مِن كُلّ عام، ويكون عُطْلَة رَسْمِيَّة. فتَجْتَمِع فيه كُلّ عائلة أميركية، لتَشْكُر الرب لأنَّه أنْقَذَ أسْلافَهُم مِن المجاعَة والهَلاك، ويَذْبَحون آلافَاً مِن الدُّيوك الرُّومي (الحَبَش)، ولا يَبْقَى مِنْها إلاَّ واحِدَاً، يَضَع الرَّئيس الأميركي يَدَهُ عَلَيْهِ فَلا يَذْبَحُونَهُ. اعْتِقاداً أنَّ هذا الطَّائِر كان أوَّل ما رآه أسْلافهُم عندما نَزَلوا إلى الشَّاطئ الأميركي آنذاك. وهكذا أصبح الديك الرومي رمز عيد الشُّكر. ومُنْذُ ذلك التَّاريخ أَصْبَح الاحتفال بعِيد الشُّكْر مِن التُّراث الأميركي، يحْتَفِل به جميع الأميركان مِنْ كُلّ الأدْيان. وَقَد انْتَقَل هذا التُّراث مَعَ الإرْساليات الإنْجيليَّة إلى بلادِنا في الشرق، وأصْبَح مُناسَبَة دينِيَّة هَامَّة. حَيْثُ تَحْتَفِل الكنائس الإنْجيلِيَّة في الأحَد الثَّاني مِنْ شَهْر نوفمبر/ تشرين الثاني مِنْ كُلّ عامٍ احْتِفالاً خاصَّاً، نَتَذَكَّر فِيْهِ بِشَكْلٍ خَاصّ إحْسانات الرَّب، ونسبحه ونَشْكُرَهُ على خَيْراتِهِ الرُّوحِيَّة والزَّمَنِيَّة.

(1) ما هو الشكر؟
كلمة يومِيَّة مَأْلوفَة نَسْتَخْدِمُها كثيراً، ونُرَدِّدها للرَّبِّ في كُلِّ المُناسبات، فَنَشْكُرَه (بالكَلام) على الصَّباح وعلى الطَّعام وعلى كُلّ شَيء. والشُّكْر هو الشُّعور بالرِّضى والامْتِنان على ظُروف الحَياة المُتَنَوِّعَة. إنَّه الإحْساس بالشِّبَع والتَّمَتُّع بِمَا قَسَمَ الله لنا. لذلك، قال المُرَنِّم: “أُبَارِكُ الرَّبَّ في كُلِّ حِيْنٍ.. بارِكي يَا نَفْسِي الرَّبَّ”، وافْتَتَحَ بولس رَسائِلَهُ بِتَرْنِيمَتِهِ: “مُبارَكٌ اللهُ أبُو رَبِّنا يَسُوعَ المَسيح”. والشُّكْر ضِدَّ الكُّفْر، لأنَّ الكافِرَ هُوَ الجَاحِد الذي لا يَعْتَرِف بِفَضْل الله ولا يَشْكُرَه، بَلْ يَعْتَرِض ويَتَذَمَّر على ما قُسَمَ لَهُ. فَعَدَم الاعْتِراف بالجَميل هُوَ الكُفْر بِعَيْنِهِ. أمَّا الشُّكْر فهُو العَلامَة المُمَيِّزة لحَيَاة الإيْمان الصَّحِيحْ. لَيْس عِيداً نُعَيِّده، ولا كَلامَاً نُرَدِّده، ولا طَقْساً نُمارِسَهُ، بَلْ هُوَ اتِّجاهُ القَلْب والفِكْر والسُّلوك نَحْوَ الرَّبّ ونحو القريب.

(2) مَن الذي نشكر؟
“شَاكِرِين الآب” الله الآب إِلَهٌ حَقِيقِي، وهُوَ وَحْدَه الَّذي يَسْتَحِقُّ الشُّكْرَ والعِبادَة، ولا يَجُوز تَقْدِيم أيِّة تَقْدِمَة إلاَّ لَهُ. فالله الآب هو أولاً: أبُونا بالخَلْقِ والاعْتِناء، لَقَدْ خَلَقَ الجَميعَ، وهو يَعْتَني بالجَميع. وهُوَ ثانياً: أبُونا بالاخْتِيار والاقْتِناء، فَيَقول بطرس: “أنْتُم شَعْبٌ مُخْتارٌ، كَهَنُوتٌ مُلُوكِيٌّ، شَعْبُ اقْتِناء. لِكَيْ تُخْبِروا بِفَضائِلِ الذي دَعَاكُم مِنَ الظُّلْمَة إلى نُورِهِ العَجيب” (1 بطرس9:2)، ويقول موسى: “أَلَيْسَ هُوَ أباكَ ومُقْتَنِيَكَ؟” (تثنية 6:32). وهو ثالثاً: أبونا بالتَّبَنِّي والفِداء. أما المَعْنى الأوَّل لأبُوَّة الله فيَشْتَرِك مَعَنا فِيْه جميع البشر، فالله خَلَقَ جَميعِ الأحْياء والأشْياء، وهو يَعْتَني بالجميع. والمَعْنَى الثَّاني يَشْتَرِك مَعَنا فِيهِ شَعْبُ العَهْد القَديم، كَشَعْب اخْتارَه الله ليَأْتي مِنْهُ المسيح. أمَّا المعْنَى الثَّالِث فهو ما تَتَمَيَّز بِهِ المسيحِيَّة في إيْمانِها بالله. وهَذا هو إعْلان الله في العَهْد الجَديد عَنْ شَخْصِه وعَنْ علاقَتِهِ بِنا في ابْنِهِ يَسوع المسيح.
(3) لماذا نشكر؟
إنَّنا نَشْكُر الله مِنْ أجْل إحْساناتِهِ الكَثيرَة. لأنَّه: خَلَقَنا، وفَدانا، ويَرْعانا، وعِنْدما نَبْتَعِد عَنْهُ يَنْتَظِرُنا حتَّى نَعود إلَيْه، وفي طُولِ أَنَاتِهِ لَمْ يُجازِنا بحَسَب آثامِنا، وعِنْدما نُكونُ غَيْر أُمَناء يَظَلُّ هو أمِيناً لوُعُودِهِ. كَما أنَّنا نَشْكُرَهُ مِنْ أجْلِ البيئة التي نَعِيش فُيها، ومِنْ أجْلِ آبائِنا الذين عَلَّمونا، ومِنْ أجْلِ مُعَلِّمِيْنا الذين هَذَّبونا، ومِنْ أجْلِ الكنيسة التي تُعَلِّمنا الإيمان الصَّحيح، ومِنْ أجْلِ الكلِمَة المكتوبَة التي يَكْشِفُ لنا فيها عن مقاصِدِهِ، ومِنْ أجْلِ الإمْكانيات المُتاحَة لَنا، ومِنْ أجْلِ الظًّروف التي نَعيشُها… الخ. أمَّا بولس فَقَد انْتَقَى منها ثلاثَة مِنْ تلك الأسْبابْ، بِحَسَب ما جَاءَ في (كولوسي 1):

(1) “أهَّلَنا”: أي أعْطانا روح الاسْتحقاق بواسِطَة عَمَل المسيح لأجْلِنا، وأعْطانا روح الاسْتعداد لنَكونَ شُرَكاء المسيح وشُرَكاء مع جميع المؤمنين في ذلك النُّور العَظيم.
(2) “أنْقَذَنا”: مِنْ سُلطان الظُّلْمَة، ومِنْ الميول الشِّريرَة، ومِنْ الجَهْلِ والفَساد. وهُو يُنْقِذُنا مِنْ مخاطِرَ كَثيرَة قَدْ لا نَسْتطيع إدْراك أبْعادِها بعُقولِنا البَشَريَّة المَحْدودَة.
(3) “نَقَلَنا”: فَبَعْد أنْ أهَّلَنا وأَنْقَذَنا، نَقَلَنا إلى مَلَكوت المسيح، وبذَلِكَ غَيَّر محَلَّ إقامَتِنا وسَكَننا وعُنواننا، مِنْ سُلطان إبليس إلى ملكوت المسيح.

كَما يَقولُ أيضاً: “شَاكِرِينَ كُلَّ حِينٍ عَلى كُلِّ شَيءٍ” (أفسس 20:5). في الصِّحَة والمَرَض، في الضِّيقِ والفَرَج، في الفَقْرِ والغِنى. كثيرون هُم الذين يَشْكرون الله على ما يَمْنَحَهُ لَهٌم، لكِن الذين يَشْكُرونَهُ على ما يَمْنَعَهُ عَنْهُم، فهُم قليلُون.

والشُّكْر في الأزْمَة شَيء، أمَّا الشُّكْر عَلَى الأزْمَة فهو شَيءٌ آخَر. فمَنْ يَشْكُر الله في الأزْمَة هو الذي يَعيش حياة التَّسْليم والرِّضَى بِمَا رَتَّبه له الله، أما مَنْ يَشْكُر الله على الأزْمَة فهُو الذي يُدْرِك بَرَكَتِها. يَقول لوقا عَن المؤمنين المُتألِّمين “وأمَّا هُمْ فَذَهَبُوا فَرِحين مِنْ أمامِ المَجْمَع لأنَّهُم حُسِبُوا مُسْتَأْهَلِين أَنْ يُهانُوا مِنْ أجْلِ اسْمِهِ” (أعمال 41:5). ويقول يعقوب: “احْسَبوهُ كُلّ فَرَحٍ يا إخْوَتي حِينَمَا تَقَعُونَ في تَجارِبَ مُتَنَوِّعَة” (يعقوب 2:1). لأنَّ الضِّيقَ يُقَرِّبنا أكْثَر إلى حِضْنِ الرَّبِّ، فالابْنُ البَاكِي أكْثَرَ قُرْباً لِحضْنِ أبِيه. إذاً فَنَحْنُ نَشْكُر الله في كُلِّ حِينٍ على كُلِّ شَيءٍ، على ما نَفْهَمه ونَعْرِفه، وعلى ما لا نَفْهَمه ولا نَعْرِفه.

(4) لماذا لا نشكر؟
قَدْ يَبْدو هذا السُّؤال غَريْباً، فمَا أكْثَرَ العَقَبات والمُعَطِّلات لحياة الشُّكْر الصَّحيح للرَّبِّ، مِنْها: عِنْدَمَا نُرَكِّز نَظَرنا على المَتاعِب أكْثَرَ مِن الرَّبِّ.. وعِنْدما نَنْسِبُ النَّجاح والتَّقَدُّم لمَجْهودِنا وذَكائنا فقط.. وعِنْدما نَعْتَقِدُ أنَّ الأمْرَ أصْغَرَ مِنْ أنْ نَشْكُرَ الله عَلَيْه.. وعِنْدما نَفْرَح بالعَطِيَّة ونَنَسْى اليَد التي أعْطَتْنا.. وعِنْدما نَظُنُّ أنَّ الله لا يَحْتاج لشُكْرنا ولَنْ يَفْقِدَ شَيْئاً مِنْ قداسَتِهِ وسُلْطانِهِ إذا لَمْ نَشْكُرَه، بَيْنَما نَحْنُ الذين نَحْتاج أنْ نَشْكُرَهُ فَنُذَكِّر أنْفُسَنا بإحْساناتِهِ الغامِرَة ومَحَبَّتِهِ الغافِرَة، وأنَّنا بِدُونِهِ لا نَسْتَطيعُ شَيْئاً، فتَزْدَاد علاقَتنا بِهِ عُمْقاً وحُبَّاً.. كما أنَّنا لا نَشْكُرَه لأنَّنا لَمْ نَعْتاد الشُّكْر، لا لإخْوتِنا الذين نَراهُم، ولا لإلَهِنا الذي لا نَراهُ.. وَقَد لا نَشْكُرَه لأنَّنا لَمْ نُدْرِك حِكْمَتَه في الأمور التي ضايَقَتْنا.. وأحْيَانَاً لا نَشْكُرَه بِسَبَب المُقارَنَة التي نُجْرِيها بَيْنَنا وبَيْنَ الآخَرين.. وقد نشكره شكراً مزيفاً كما فعل الفريسي في الهيكل. فَما أكْثَر مُعَطِّلات حياة الشُّكْر.

(5) كيف نشكر؟
الشُّكْر للرَّبّ لَيْسَ كَلِمَة نَقُولَها ولا فَريضَة نُؤدِّيها ولا عِيداً نُعَيِّدُه. بَلْ هو أسْلوب حياةٍ مُقَدَّمَة للرَّبِّ ولأجْلِ الرَّبّ ولأجل الآخر، ومُؤَسَّس على فِكْرِ الرَّب. وبِناءً عَلَيْهِ، يكونُ الشُّكْر للرَّبِّ بِهَذِهِ الثَّلاثَة. فَمَنْ يُريد أنْ يَشْكُر الرَّبَّ فِعْلاً وحَقَّاً، عَلَيْهِ أنْ يُقَدِّم هَذِه الثَّلاثَة، ولَيْسَ بَعْضاً مِنْها:

(1) تَقْدِمَة روحِيَّة:
يقول الكتاب: “قدِّموا أجْسادَكُم ذَبيحةً حَيَّةً مُقَدَّسَةً مَرْضِيَّة عِنْدَ الله، عِبادَتكُم العَقْلِيَّة” (رومية 1:12). فالعِبادَة العَقْلانِيَّة بكافَّة أشْكالها وأنْواعِها وفُرُوعها، عِنْدَما تُقَدَّم للرَّبِّ وَحْدَهُ، تَكون تَقْدِمَة شُكْرٍ للرَّبّ. ولَيْس كَما شَكَرَ ذَلِكَ الفَرِّيسي عِنْدما وَقَفَ ليُصَلِّي: “اللهُمَّ أنا أَشْكُرُكَ إنِّي لَسْتُ مِثْلَ باقِي النَّاس” (لوقا18).

(2) تَقْدِمَة مَادِيَّة:
الشُّكْر للرَّبِّ يَجِب أنْ يَرْتَقي فَوْقَ مُسْتَوى الكَلام، ويُتَرْجَم بِتَقْدِمَةٍ مادِيَّة للرَّبِّ ولِبَيْتِهِ ولِخِدْمَتِهِ. إنَّها تُساهِمُ في نَفَقات الخِدْمَة، لَكِنَّها بالدَّرَجَة الأوْلَى تَعْبِيرٌ عَمَلِيّ عَن الشُّكْر للرَّبّ. فَهِي أكْثَر مِنْ مُجَرَّد مُساهَمَة في نَفَقَات الخِدْمَة، إنَّها فُرْصَة عَظيمَة للشُّكْرِ للرَّبّ. فَيَجِب أنْ نَسْأل أنْفُسَنَا دَائِماً: كَمْ أَخَذْنا مِنَ الرَّبِّ ونَأخُذ؟ وَكَمْ أَخَذْنا مِنَ الكنيسة وَنَأخُذ؟ ومَا الذي نَفِيدُ بِهِ الكنيسة عِرْفاناً مِنَّا بالشُّكْر لَها ولِلرَّبّ؟

(3) تَقْدِمَة مَعْنَوِيَّة:
هَذِهِ التَّقْدِمَة لا تَقِلّ أهمِيَّة عَن التَّقْدِمَتَين الرُّوحِيَّة والمادِيَّة. هي كَلِمَة شُكْر، واجِبَة أوْ تَشْجيعِيَّة، نُقَدِّمها للآخَرين لأجْلِ المسيح، كَكَأْسَ ماءٍ بارِدٍ نُقَدِّمها للأصاغِرَ باسْم المسيح. إنَّ كَلِمَة (شُكْراً/ يعطيك العافية) كَلِمَةٌ ساحِرَة، تَفْتَحُ الأبْواب المغلَّقة وتُحَوِّل اليَأْسَ إلى قُوَّة والفَشَل إلى نَجاح. فَلْنُدَرِّب أنْفُسَنا على أنْ نَقُولَها بِصِدْقٍ للذين يَتْعَبُونَ لأجْلِنا، في البَيْتِ والمُجتَمَع والكَنيسَة. فهي تَقْدِمَة مَعْنَوِيَّة نُقَدِّمها لبَعْضِنا البَعْضَ، وفي الوَقْت نَفْسِه هي تَقْدِمَة شُكْرٍ للرَّبِّ، أقول له فيها: أَشْكُرُكَ مِنْ أجْلِ فُلان، الذي أرْسَلْتَهُ لِي ليُساعِدَني ويُرْشِدُني ويُعَلِّمَني ويُوَبِّخَني.

شاكر؟ أمْ ناكر؟ أمْ ماكر؟ أمْ كافر؟ فَلْنَكُنْ مِنْ زُمْرَة الشَّاكِرين للرَّبِّ في كُلِّ حِيْنٍ عَلَى كُلِّ شَيءٍ.

يا إله العِزَّة أنتَ نَبْعُ القُوَّة
لاصْطِناع الثروةِ مِنْ جودِكَ العميمْ
أعْطِني روحَ الوكيل سالِكَاً خَيْرَ السَّبِيل
في الكثير والقَليل لمَجْدِكَ العَظيمْ
أيَّ شُكْرٍ أسْتطيعْ أيَّ قَوْلٍ قَدْ أُذِيعْ
كَيْ أعَوِّضَ العَلي البدَيعْ
خَيْرُكَ رَبِّي وَسيعْ سِتْرُكَ سِتْرٌ مَنيعْ
عارِفٌ إسْمِي فَلَنْ أضيعْ
حِضْنُكَ الواقي الدَّفِئ فَهْوَ بالحُبِّ مَلئْ
ضامِني حتى تَجِيئْ مِنْ كُلِّ ما يروعْ
بارِكَنْ قَلْبي الشَّكور حينَ أُعْطي بسُرورْ
لَيْسَ عُشْراً بَلْ عُشُورْ لربِنا يسوعْ

مع محبتي وتهنئتي لعيد الشكر، وصلاتي لأجل القراء الأعزاء
القس أمير اسحق

اترك تعليقاً