حياتك نافذة جميلة (القس ستاوري أرتين)

أتذكّر أنّي قرأت هذه القصّة عن نافذةٍ كبيرةٍ في واجهة كنيسة قد تهشّم زجاجها نتيجة الحرب، وأراد شعبها أن يعيد ترميمها، ولكنْ واجهتهم حقيقة أنّ قيمة الزجاج كانت باهظة. فجاء فنّان وطلب منهم أن يعطوه فرصة كي يعيد تشكيل الزجاج المهشم من جديد. وهكذا حوّلت يده آلاف القطع من الزجاج المهشم الى نافذة أجمل من ذي قبل.
وقصة بارتيماوس الأعمى، الذي كان يستعطي، وجد حاجته إلى المسيح؛ فصرخ كثيرًا، لأنّه عرف أنه ليس إلا زجاجًا مكسورًا وعرف أنّه أمام فنّان ليس له مثيل، وأنّه أكثر من صانع معجزات، فهو المسيّا ابن داود، المخلص الذي يرمم المكسور والمهشم ويعطي الحياة .
يسوع هو دائمًا بقربنا، لكنّنا لا نقدر أن نراه وسط ضيقات الحياة التي تُكسّر وتُهشّم آمالنا، حتى بدون أن ندرك. اليوم هو يعبر قربنا وينادينا، فهل نصرخ له معلنين حاجتنا؟ هل نصرخ لنعلن عجزنا وقلة حيلتنا، وأن الخطية كسّرتنا وجعلتنا مُشوّهين؟ هل نصرخ له ونقول له يا يسوع يا ابن داود ارحمنا ورممنا، وجعلنا نوافذ جميلة ليراك الناس من خلالنا ؟
تذكّر كم من زجاجٍ مكسورٍ حوّلته يد الرب الى أجمل نافذة! المجدلية التي بشرّت بالقيامة، وبولس الذي شهد بين الأمم، وأنسيمُس الذي صار نافعًا للخدمة. كلّهم كانوا زجاجًا مهشّمًا؛ لكن يا لعظمة يد القدير، إذ جعل منهم نوافذ جميلة نرى من خلالها الفنّان الأعظم .
آية اليوم: “َوَقَفَ يَسُوعُ وَأَمَرَ أَنْ يُنَادَى. فَنَادَوُا الأَعْمَى قَائِلِينَ لَهُ: «ثِقْ! قُمْ! هُوَذَا يُنَادِيكَ” (مر. 10: 49).

اترك تعليقاً