نعم … أنا حارسٌ لأخي (القس رمزي ابو عسلي)

عندما قتل قايين أخاه هابيل قال الرب لقايين: “أين هابيل أخوك؟” فقال: “لا أعلم! أحارسٌ أنا لأخي؟” (تكوين 4: 9).

إنّ عبارة “لا أعلم؛ أحارسٌ أنا لأخي؟”، إضافة إلى أنها كانت كذباً (إذ نعلم أن قايين هو الذي قتل أخاه هابيل)، تدل على عدم الاكتراث، والقساوة. فإن كان قايين وهابيل أخوين من نفس الأب والأم، وقد قتل أحدهما الآخر، فلا عجب إذاً إن كان العالم الشرير يبغض بعضه البعض. ليس هكذا في المسيحية؛ فالأمر يختلف تماماً. المؤمن هو أخ صالح لأخيه الطبيعي الجسدي، كما لأخيه في الإيمان. وكما توجد أخوّة طبيعية من نفس الوالدين، توجد أيضاً أخوّة روحيةّ من نفس الوالد الذي هو الله. فقد جاء في إنجيل يوحنا، الأصحاح الأول و العدد 12: “وأما كل الذين قبلوه – أي قبلوا الرب يسوع المسيح و آمنوا به – أعطاهم سلطاناً أن يصيروا أولاد الله، أي المؤمنين باسمه”. نحن بنو الآب الرحيم وكلنا أخوان – كما تقول إحدى الترانيم الإنجيلية في مطلعها.

كان الأجدر أن تسبق كلمة “نعم” عبارةَ “أنا حارسٌ لأخي” – لا الألف الاستفهاميّة، فتصبح على الشكل التالي: “نعم، أنا حارسٌ لأخي”… عندما تسأل طبيعتُنا الفاسدة، أو آدمُنا القديم فينا: هل أنت حارسٌ لأخيك؟ لماذا تهتم به؟ دعه وشأنه؛ ” يصطفل، يدبّر راسو”… تجيب الطبيعة الجديدة فينا قائلة: بلى، سأهتم بأخي، لأن أولى صفات التلمذة المسيحية هي المحبة واحدنا للآخر (يوحنا 13: 35). فالمؤمن الحقيقي يهتم بأخيه في الإيمان كما بأخيه في الجسد.

نعم أنا حارسٌ لأخي؛ وأولى مظاهر المحبة هو الاهتمام والصلاة: سأهتم به، وسأصلي من أجله، حتى وإن لم يطلب مني ذلك. سأساعده وأصلي من أجله، حتى وإن كان الأمر غير بالغ الأهمية. هذا ما يميّز علاقة الأخوّة الحقيقية عن أي علاقة صداقة أو معرفة عابرة.

هناك اختبار جميل يمكن أن تقوم به اليوم، هو أن تكتب لائحة باحتياجات الأخوة، وتصلي من أجلهم، وترى أيضاً إن كان بإمكانك أن تفعل شيئاً بشأن هذه الاحتياجات؛ ثم تجعل لهذه القائمة عنواناً يقول: نعم أنا حارسٌ لأخي…

اترك تعليقاً