زهرة الإيمان

Image

قال دافيد غراي: توجهت صباح يومٍ حارّ إلى البحيرة، وإذا بي أمرّ بوالدي المُسن وهو يحفر في التربة ليزرع نبتة في تلك الناحية. فتطلعت إليه وكان العرق يتصبّب من جبينه، وقلت في نفسي: أعجب من والدي الذي يشتغل في عزّ الحر ولا يصرف مثل هذا الوقت قرب البحيرة مُتنشّقًا الهواء العليل!
وتجرّأت ووجّهت إليه السؤال فأجاب بوقار: لا بُدّ يا ولدي من وجودي هنا، ولا بدّ من زرع هذه النبتة.
فذهبت إلى البحيرة ولم أستطع أن أبقى طويلًا لأنّ الفكر أقلقني، فعدتُ إلى حيث كان والدي، وسألت: ما هذه النبتة التي تعزم أن تزرعها يا والدي؟ فقال: إنها شجرة تُدعى “غرسة القرن”. فقلت: وهل تعني أنها لا تُزهر إلّا بعد مئة عام؟ أجاب أنّ هذه المدة مُبالغ فيها، فهذه النبتة تُزهر بعد 20 إلى 30 سنة. فسألته متعجّبًا: لماذا تُزعج نفسك في هذا اليوم الحار وتُحاول زرعها الآن؟ أجاب: لقد وعدتُ نفسي أن أقوم بذلك!
فإنني رأيت واحدة منها العام الماضي، وكانت مُزهرة، فقلتُ في نفسي: لا بُدّ أنّ إنسانًا رأى مثل هذه النبتة تُزهر قبل ثلاثين عامًا، فزرع هذه الغرسة التي شاهدتها في الحديقة وسررتُ كثيرًا لرؤيتها مُزهّرة ومفتّحة. ولذلك قرّرت أن أزرع واحدة ليُسرّ الناس بمرآها يوم أبرح هذه الحياة الفانية. فها أنا أزرع هذه النبتة اليوم لأبرح الدينا على هذا الأمل الذي فيه أرى غيري يتمتّع بما زرعته يداي، ويُسرّ بزهرة هي وليدة إيماني…
“إِذًا لَيْسَ الْغَارِسُ شَيْئًا وَلاَ السَّاقِي، بَلِ اللهُ الَّذِي يُنْمِي” (1 كورنثوس 3: 7)

اترك تعليقاً