لقد سارَ في تلك الطريق!

إحدى الخدع التي تُرافقنا هي أنّ اختباراتنا ومتاعبنا فريدة في نفسها. ولكن الحكمة تقول بأنّ ما يحدث للإنسان قد حدث من قبل مرّاتٍ كثيرة، ولا جديد تحت الشمس. ويوجد معنى خاص في هذه الحقيقة للمسيحي طالما أنّ يسوع هو في الطريق التي نسافر عليها: فهل يقودنا السبيل إلى اختبارات صعبة مُظلمة؟ – لقد سار المسيح[…]

كيف تشيخ؟

الشباب لايُقاس بالوقت، بل هو حالة عقلية. هو سجية الإرادة ومادة الخيال ونشاط الحواس وتغلّب الشجاعة على الجبانة، وتفوّق قابلية المغامرة على محبة الراحة والاستكانة. لا يشيخ الإنسان بمجرّد عيشه السنين الطوال، بل بهجره مطامحه. والسنون تجعّد الجلد، ولكن تطليق الحماسة يجعّد النفس. فالاهتمام الزائد والاضطراب والشكوك وعدم الثقة بالنفس والخوف واليأس، تلك هي السنون[…]

” … وَحْدِي” – القس أديب عوض

ها هي ستائر الظلمة تُلملِمُ أذيالَها هاربَةً أمام تسارع خيوط الفجر. على سور أحد الحصون المتقدّمة نحو الشرق يراقب الحارس باتّجاهِ أدوم ـــ العدو اللدود الدائم، فيلمح شكلَ محاربٍ وحيد قادم، تُظهرُهُ جَهْجَهَةُ النهار الشرقيّة عظيماً في قامته، جليلاً في مِشيتِه، مَهيباً في حركاته، زارِعاً المدى كفاتحٍ يستعرض انتصاراته، تتلاعب نسائمُ الفجر النشيطة بردائه القرمزيّ[…]

رسالة لولدي الأصغر “دنكن” – الحجارة الحيّة (القسيسة كارن كامبل)

(من أرشيف النشرة، الفصل الأول والثاني 2020) عزيزي “دنكن”: أنا أعلم أنَّكَ تُحِبُّ الحِجَارَة  فقد كُنَّا نراقبك  على الشَّاطِئِ وأنت  تَلْتَقِطُ الحجرَ بعد الحجر وترمي بها  إلى قعر البحر.  هذه الحِجَارَة الَّتِي تلعب بها  صارت تُسْتَعْمَل الآن و بطريقة بارعة   لبناء القصور والمنازل. حيث تُشكّل أصابعُك نقطة الارْتِكَازِ لعالمَيْن خياليّيْن جديديْن: أجل ، فقد يحلو[…]

القس كارل بارت: “هذا الإله ميت”! (ق. د. أشم ديتمرز)

أولاً: الإِخْوَة و الأَخَوَاتِ الأَعِزَّاء في عام 1915 في منتصف الحرب العالميّة الأولى ، كان راعي الأَبْرَشِيَّة (القسيس) جالسًا في حَدِيقَةِ مَنْزِلِهِ تَحْتَ شَجَرَةِ تُفَّاح. إِنَّهُ مُقتَنِع: “هذا الإلَهُ ميت”. هذا الراعي القَسّ اِسْمُهُ “كارل بارث” وكان آنَذَاك يَعِيشُ في سويسرا حَيْثُ لا حرب هناك، ولَكِنَّ صَوْتَ قنابل الطائرات، وصُرَاخَ الضحايا، ورائحة الغازات السّامّة تصل[…]