صوم في البرية – الأخ خيرالله عطالله

الأخ خيرالله عطاالله

خادم ديني في الكنيسة الإنجيلية الوطنية في اللاذقية وبانياس

Image

يقودنا قيام يسوع بالصوم لأربعين يومًا في البريّة دون سواها إلى البحث عن الترابط بين المُمارسة والمكان. ففي ذلك المكان الموحش (البرية)، عاش الشعب لأربعين سنة واحدة من أقسى تجاربه، إذ تاه في برية سيناء، في مواجهة الجوع والعطش، واشتاق للعودة إلى حيث العبودية. وتخلى عن الرب بِصُنع عجلٍ ذهبيّ وعبادته. إلّا أنّ يسوع في ذلك المكان الموحش نفسه (البرية)، تجاوز ما فشل الشعب في تجاوزه، وخرج من رحلته في البرية بعد أربعين يومًا مُصرًّا على مُتابعة المَسير، في حين توقّف الشعب سابقًا عن استكمال الرحلة ساعيًا للعودة. بهذا المعنى لا يعود الصوم ممارسة ميكانيكية إجرائية طقسية ترتبط بلوائح أطعمة مسموحة وممنوعة، بل يصبح فرصة يعود المرء فيها إلى برية ذاتهِ ليمتحنها ويختبرها ويقودها نحو النضج… لعلّه ينجح كما يسوع في التغلب على ما سقط الشعب فيه؟ لعلّه يخرج من برية ذاتهِ أكثر إصرارًا على متابعة المسير ؟ لعلّه يعد في برية ذاته طريقا للرب؟ أو يقوم في قفر نفسه سبيلًا لإلهنا؟

اترك تعليقاً