أبعاد الكنيسة – القس سلام حنّا

Image

بحسب سفر أعمال الرسل 2: 42 كانت الكنيسة الأولى تعيش أربعة أبعاد:
1. في البعد الأول عاشت الكنيسة علاقة روحية مع الله وذلك من خلال الصلوات والترانيم أو ما نسميه العبادة.
2. في البعد الثاني عاشت الكنيسة تعلّماً من الله من خلال قراءة الكتاب المقدس ودراسته وتفسيره من أجل فهم أفضل له.
3. في البعد الثالث عاشت الكنيسة حياة شركة مع بعضها البعض من خلال التواصل واللقاء ومشاركة الموارد واهتمام الأعضاء ببعضهم البعض.
4. في البعد الرابع عاشت الكنيسة شهادة للمجتمع عن نوع الحياة الجديدة التي اختبرتها بالرب يسوع وذلك من خلال مشاركة الآخرين خارج محيطها بهذه الحياة بالكلمة والرعاية.
هذه الأبعاد الأربعة: العلاقة مع الله، التعلّم من كلمة الله، شركة المؤمنين والمؤمنات، الشهادة للخارج، شكّلت أبعاد حياة جماعة الكنيسة الأولى.
ولا زالت هذه الأبعاد الأربعة لحياة جماعة الإيمان اليوم وفي كل زمان ومكان ضرورية لتعيش الكنيسة حياة الإيمان وتكون فاعلة ومؤثرة ومغيرة.
وأي إهمال لأي بُعد من الأبعاد الأربعة سيقود إلى خللٍ ما في حياة الكنيسة.
فكنيسة بدون علاقة روحية مع الله هي مجرد طائفة دينية تمارس طقوس وشعائر فارغة.
وكنيسة بدون تعلّم هي جماعة جاهلة لا تملك فكر المسيح وبالتالي لا تستطيع عيشه، محمولة بكل ريح تعليم آخر.
وكنيسة بدون حياة شركة مع بعضها البعض هي مجرد تجمع من الأفراد المستقلين الذين يلتقون كل فترة. لكن لا علاقة ولا تواصل ولا اهتمام يربطهم.
وكنيسة بدون شهادة للمجتمع هي جماعة منغلقة على بعضها ليصبح وجودها أو عدم وجودها سيان.
لذا يجب أن تنتبه الكنيسة إلى ضرورة امتلاك هذه الأبعاد الأربعة دون أن تهمل أي واحد منها.
ويجب أن تحافظ الكنيسة على التوازن بين التركيز على هذه الأبعاد:
فإذا امتلكت الكنيسة فقط بُعد العلاقة الروحية مع الله دون باقي الأبعاد فهي تتحول إلى جماعة صوفية تعيش في عالم آخر.
وإذا امتلكت الكنيسة فقط بُعد التعلّم فهي تصبح مجرد مدرسة لتلقي المعلومات.
وإذا امتلكت الكنيسة فقط بُعد حياة الشركة بين أعضائها فهي تصبح نادي اجتماعي.
وإذا امتلكت الكنيسة فقط بُعد الشهادة للمجتمع فهي تصبح جمعية خيرية أو منظمة أهلية.
هذه الأبعاد الأربعة: العلاقة الروحية مع الله، التعلّم، الشركة، الشهادة، هي ما يحفظ للكنيسة معنى وجودها، قوة حضورها واستمراريتها لتكون حاملة لرسالة المسيح في العالم.

القس سلام حنا

راعي الكنيسة الإنجيلية الوطنية في اللاذقية

اترك تعليقاً