أغنياء لكن فقراء

في يوم من الأيّام ، أحبّ رجل غني أن يتباهى أمام إبنه بغناه، فأخرجه من قصره الفاخر المبني على أعالي الجبال، وأنزله إلى قرية بسيطة، ليريه كيف يعيش الفقراء.
فوصلا القرية وتجولا فيها لمدّة ساعات، مشيا بين المنازل والمزارع وعلى ضفاف النهر. وحين عادا للقصر، سأل الأب ابنه: كيف وجدت عيشة الناس في القرية؟ فأجابه الابن: إنها جمبلة جدًا يا أبي! فانصدم الأب من جواب الابن، وسأله مجددًا: ما الذي أعجبك فيها؟ قل لي! فأجابه الصبي قائلًا: نحن لدينا كلب واحد وهم لديهم كِلاب كثيرة، نحن لدينا مسبح صغير للسباحة وهم يسبحون في الأنهار الكبيرة، نحن نشتري الخضار والفاكهة وهم يزرعونها ويحصدونها من أراضيهم الالجميلة، نحن لدينا لمبات لتضيء لنا غرف القصر، وهم لديهم نور الشمس الذي يدخل من نوافذ منازلهم الصغيرة والجميلة، نحن لدينا جدران البيت ليحمينا وهم لديهم أصدقائهم وجيرانهم.
فشكرًا يا أبي على هذه الرحلة، لقد أريتني كم نحن أغنياء لكن فقراء…
“كَحَزَانَى وَنَحْنُ دَائِمًا فَرِحُونَ، كَفُقَرَاءَ وَنَحْنُ نُغْنِي كَثِيرِينَ، كَأَنْ لاَ شَيْءَ لَنَا وَنَحْنُ نَمْلِكُ كُلَّ شَيْءٍ.” (2 كورنثوس 6: 10)

اترك تعليقاً