كثيرون اليوم هم الذين يتكلمون “عمّن هو الأب المثالي”، أما أنا فأحببت أن أتكلم عن ” كيف يجب أن يكون الأب المثالي “:
“ربّ الولد في طريقه فمتى شاخ أيضا لا يحيد عنه” (أم 22: 6)
1- أحبب زوجتك:
الأولاد يراقبون الأهل ومعاملة أمهاتهم، يراقبون ويتعلّمون ويشكلون مفهومهم للزواج من خلالك، فأنت تصنع النموذج والأسس والخطوط العريضة لزواجهم في المستقبل.
– عندما لا تحترم زوجتك.. فأبنك سيحمل معه هذا لزواجه.
– عندما تعنف زوجتك بالكلام أو بالجسد.. فأبنتك ستتوقع هذا من زوجها.
– عندما تعامل زوجتك وكأنها لا تساوي شيء.. فإنك تذّل البيت والعائلة والزواج الذي سيحملونه أولادك إلى بيوتهم وعائلاتهم وزوجاتهم المستقبلية.
لكن:
– عندما يرونك تحب وتحترم أمّهم.. يتعلّمون كيف يكونون أزواجاً وآباء جيدين.
– عندما تكّرم زوجتك.. ابنتك لن تقتنع بالمستقبل بزوج لا يكرّمها.
– عندما تحب زوجتك وتقيّمها كأغلى شيء في حياتك.. أولادك سيحملون هذا المثال لكامل حياتهم.
بولس الرسول يقول في أفسس 5: 28 “كذلك يجب على الرجال أن يحبوا نساءهم كأجسادهن من يحب إمرأته يحب نفسه”.
كيف تكون أباً جيداً.. أحبب زوجتك.
2- لا تتوقع أولاداً مثاليين:
كما أنه لا يوجد آباء مثاليون.. لا يوجد أولاد مثاليون. آمين.
لا تتوقعوا من أولادكم أن يقابلوا كل توقعاتكم، لا ولا أن ينجزوا كل أهدافكم أو أن يكونوا ما أنتم تريدونهم أن يكونوا، كثيرون الآباء الذين يودون أن يعيشوا حياتهم من خلال حياة أولادهم ويريدون أن ينجز أولادهم ما لم ينجزوه هم ويحققوه، كل ولد يختلف عن غيره والحمدلله على ذلك، هم ليسوا كاملين، كذلك نحن.
اقبلهم كما هم، بحلوهم ومرّهم.
وبدل انتقادهم وبصورة مستمرة، اقبل عدم كمالهم، وأحببهم كما هم، فإنهم لا ولن يكونوا كاملين “أيها الآباء لا تغيظوا أولادكم لئلا يفشلوا”. كولوسي 3: 21
كيف تكون أباً جيداً.. لاتتوقع أولاداً مثاليين..
3- تمتع بأولادك:
يقول المرنم في المزمور 127: 3 “هوذا البنون ميراث من عند الرب ثمرة البطن أجرة”
الأولاد عطية لنا من الله لنتمتع بهم.. لا يكونوا عبثاً علينا.. لا لنتجنبهم.. لا لنتجاهلهم، إنما لنتمتع بهم.
ولنتمتع بهم علينا أن نكون معهم، ونفرح ونلعب معهم، ونشارك حياتنا معهم ولا نهملهم.
نوعية الوقت الذي نمضيه معهم أهم بكثير من كميته.
ونوعية الوقت تكون بجعلهم يشعرون كم هم مهمين لنا، بإعطائهم الأفضل لا الفضلات من الوقت أو غيره تمتع بكونك أب.. وأجعل أولادك يتمتعون بك كأب.
كيف تكون أباً جيداً.. تمتع بأولادك.
4- أصغ لأولادك:
أيها الآباء أصغوا لأولادكم.. وليس بعين على الجريدة أو التلفزيون، وبالأخرى عليهم.
فهم عندما يعانون من مشكلة ما، أو في حزن فهم ليسوا بحاجة إلى السينما ولا التلفاز ولا إلى لعبة أخرى ولا إلى أصدقائهم، بل إليك إلى “بابا”.
أصغ إليهم وتكلم معهم وأسألهم عن كل شيء، وما فعلوا خلا النهار.
عندما تصغي إلى مشاكلهم الصغيرة، سيأتون إليك عندما يكبروا وتكبر مشاكلهم.
يقول المرنم في مزمور 1: 5 “الحكيم يسمع فيزداد علما، والفهيم يكتسب تدبيراً”.
كيف تكون أباً جيداً.. أصغ لاأولادك.
5- اعتني بأولادك:
“وإن كان أحد لا يعتني بخاصته ولا سيما أهل بيته فقد أنكر الإيمان وهو شر من غير المؤمن” 1 تيمو 5: 8
لا تقدر أن تكون أباً جيداً، وأنت لا تعتني بأولادك، أنا لا أقول أعطهم كل ما يطلبون، كثيرون منا هم الذين يفسدون أولادهم بإعطائهم كل ما يطلبون، وبالتالي نجد جيلاً لا يقدّر شيئاً، كثيرون يفكرون بأنهم قادرون على شراء أولادهم بإعطائهم المال أو ما يريدون.
أبي لم يكن صاحب مال أ وعقار أو نفوذ، وهناك أشياء كثيرة لم يكن بوسعه أن يقدمها لنا، هل أبي لم يعتني بي وبإخوتي وأخواتي لأنه لم يف كل حاجاتنا؟ كلا هذا غير صحيح، بل علّمنا أن نشكر الله من أجل كل ما عندنا ونحصل عليه، علّمنا أن نعمل ونصبر وننتظر.
إعطاء الأولاد كل ما يسألون.. سيّء تماماً.. كعدم إعطائهم أي شيء.
كيف تكون أباً جيداً.. أعتني بأولادك.
6- درّب أولادك:
“وأنتم أيها الآباء لا تغيظوا أولادكم بل ربّوهم بتأديب الرب وإنذاره” أفسس 6: 4
علينا إخوتي أن نعلّم وندرّب أولادنا على أحترام السلطة في البيت وإلا، لن يحترموا السلطة لا في المدرسة ولا في العالم. علينا أن نعلّم أولادنا بأن هناك حدود، قوانين وقواعد، هناك خط ممنوع أن نتجاوزه.
أولادك سيمتحنونك، وسيجربون دائماً تجاوز حدودهم، سيمتحنون إن كنت تعني ما تقول، إن لم تعني ما تقول، يصبحون هم السلطة وأنت المستسلم لهم.
علّمهم احترام السلطة، واكسب احترامهم وكن دائماً متماسك ومنسجم مع نفسك، أدّبهم بالمحبة وإلا لن يحترموا سلطة الرب في حياتهم.
كيف تكون أباً جيداً؟.. درّب أولادك.
7- صلي لنفسك:
“اطلبوا الرب وعزّه، التمسوا وجهه دائما” 1 اخ 16: 11
لن يكون لديك الأجوبة لكل أسئلتهم.. لا تقدر أن تحلّ كل مشاكلهم، لن يكون لك كل الحكمة والحب والصبر لتكون الأب الذي يجب أن يكون.
دون مساعدة الله، لن تكون الأب الذي أراده الله أن تكون.
أنت بحاجة إلى مساعدة. لا تقدر أن تتكل على نفسك فقط
كيف تكون أباً جيداً.. صلي لنفسك.
8- صلي لأولادك:
“مساءً وصباحاً وظهراً أشكو وأنوح فيسمع صوتي” مزمور 55: 17
لا تقدر أن تكون مع أولادك كل الأوقات.. الله يقدر.
لا تقدر أن تحمي أولادك كل الأوقات.. الله يقدر.
يمكن أن تعلّمهم الصح من الخطأ، لكن عند الإختبار والتجارب لست هناك دائماً، الله موجود في كل مكان.
صل لأولادك وضعهم بين يديّ الرب، فهو أبوهم أيضاً وحبه لهم أكثر مما تتصور.
كيف تكون أباً جيداً.. صلي لأولادك.
9- مثالاً ايجابياً يحتذى به:
“وربّ الولد في طريقه فمتى شاخ أيضاً لا حيد عنه” أم 22: 6
(كما الوالد كذلك الأبن). “أولادك يقلّدونك”، هم يأخذون معظم تصرفاتهم وأخلاقهم منك.
هل تعلم بأنهم يرثون صفاتهم منك، وأنهم يتأثرون بك شئت أ أبيت.
الله هو الأب الذي في السماء وأنت الأب الذي على الأرض.
كيف تكون أباً جيداً.. كن مثالاً إيجابياً يحتذى به.
10- حضّر أولادك:
“أبو الصديق يبتهج ابتهاجاً ومن ولد حكيماً يُسر به” أم 23: 24
أرجوكم.. أنتم تحضرّون أولادكم لترك البيت
يوماً ما سيأخذون ما تعلّموه منكم، ويطبقوه في عالمهم الحقيقي.
وقتكم معهم محدود، فأعملوا ما بوسعكم لتحضيرهم للمستقبل وللأبدية. فالله لم يهبكم إياهم فقط ليكونوا أطباء أو مهندسين أو أساتذة الخ … الله وهبكم أبناءكم لتحضّروهم للأبدية.
أنتم قادرون أن تدلوهم على طريق الجنة كما أنكم قادرون على إهمال قدرهم الروحي.
كيف تكون أباً جيدا.. حضّر أولادك.
“كل واحد ممكن يكون والد.. بس مش كل واحد فيه يكون بيّْ” “أب”.