“لَيْسَ لِي فَرَحٌ أَعْظَمُ مِنْ هذَا: أَنْ أَسْمَعَ عَنْ أَوْلاَدِي أَنَّهُمْ يَسْلُكُونَ بِالْحَقِّ.” (رسالة يوحنّا الثالثة 1: 4).
معاملتنا الحقيقية مع الإخوة والغرباء تدلّ على أننا نتصرّف بأمانة نحو الله، هو من قال لنا إن كلّ ما نفعله بهؤلاء الأصاغر فبيسوع نفعل. وبذلك ستشهد الكنيسة شهادة جميلة لمحبتنا، وستذكرنا بأعمالنا الحسنة التي نعملها.
السلوك بالحق يعتمد على أمور عدّة:
– أولاً: وهو أمر يأتي في صنع السلام: اجتهدوا لتحيوا بسلامٍ مع الآخرين، نقّوا قلوبكم ونواياكم. فكلّ من يفعل الصلاح يظهر أنّه مولود من الله حقّاً. لا تتمثّلوا بالشرّ بل بالخير، فلنسعَ بكلّ قوانا للحياة بسلام مع أنفسنا بداية ومع الآخرين من ثُمَّ.
– ثانياً: يظهر سلوكنا الحقّ بحياة الخدمة. لقد نلنا الخلاص كي ننمو مثل المسيح، ونخدم الآخرين. فإيماننا ليس مجرد اعتقاد، بل هو جزء فعّال في حياتنا، يؤدي إلى الأعمال الصالحة والنضج الروحي. الإيمان الذي لا تنتج عنه أعمال صالحة هو إيمانٌ ميّت. وإذا لم يثمر الإيمان ولم تنفع الصلاة والعبادة لله لتنتج أعمال صالحة، فتكون جميعها طقسية، ميتة وباطلة.
– ثالثاً: لا يمكن أن نسلك بحقّ من دون أن نعيش بمحبّة؛ فلنمتلئ بالمحبّة في معاملتنا للآخر. فالمحبّة تعني اللطف، ألّا نحسد، ألّا نتكبّر ونتفاحر، ألّا نسبب الشرّ لأحد، وألّا نفرح بالإثم، بل نفرح بالحقّ. والأهم ألّا ننتظر شيئاً مقابل محبتنا ومعاملتنا الحسنة للآخرين. فالمفروض أن تكون نابعة من علاقتنا العميقة مع المسيح. فهو من أوصانا أن نحبّ بعضنا بعضاً، كما هو قد أحبّنا. فالمحبة المسيحية ليست مجرد شعور، بل عزم على العمل لخير الآخرين.
فلنصلِّ لكي تمتلئ قلوبنا بروحه المعزّي وكلمته المغيرة، التي ترشدنا إلى العيش بحقّ، ونسلك الطريق المرضيّ أمام الله. هذه بعضُ من أسس السلوك بالحقّ. كونوا أبناء على ما أوصانا به خالقنا العظيم ومثالنا في هذه الدنيا. آمين.