أربعاء الرّماد (هذه السّنة يصادف الـ 14 من شباط عيد الحبّ أو القدّيس فالنتينوس) هو أوّل يومٍ بفصل الصّوم الكبير. في الكنائس الليتورجيّة، يبدأ هذا الفصل بتذكرة حيّة للموت. وبينما تقال الكلمات: “من التّراب وإلى التّراب تعود،” (تكوين 3: 19)، يضع المسيحيّون على جباههم إشارة الصّليب من الرّماد (ومصدَرُ هذا الرَّمادِ عادةً هو بِحَرقِ سُعُفِ النَّخيل وأوراق الزَّيتونِ المستخدَمَةِ في خدمة شعانين السّنة المُنصَرِمَة). هذه الكلمات هي صَدَى لِكَلِمَاتِ لِيتُورجِيَا خدمة الجَنازَة أو الشَّهادَة للقِيامة: ’الرَّمَادُ إلى الرَّماد، والتُّراب إلى التّراب، والثَّرى إلى الثَّرى.‘
المَوتُ هوَ أحدُ المَواضِيعِ الأسَاسيَّةِ فِي فَصلِ الصَّومِ. كلُّ واحدٍ مِنَّا سَيموت، ولنْ يُفلِتَ أحدٌ مِن هُنَا حَيَّاً. يقولُ أحدُهُمْ بأنَّ خدمة أربعاءِ الرَّمَادِ هيَ أكثرُ خِدمَةٍ صادِقَةٍ في السَّنة الكنسيَّة، وهُنَاكَ فَرقٌ شاسِعٌ مَا بَينَ الـ Mardi Gras (ثُلاثاءُ الدَّسَم) – أو كما يتعَارَفُ عليهِ هُنا في الشَّرقِ باسم “المَرفَعْ” – وما بينَ أربِعَاءِ الرَّماد. ففي الأوّل، نحن نتلذَّذُ بِما يطيبُ من المأكولاتِ الدَّسِمة قبيل الصَّومِ، نَحتَفِلُ، نَطفُرُ فَرحَاً، ولرُبَّمَا يَلبَسُ البعضُ أقنِعَةً. أمَّا في المناسبة اللاحِقَة، فنَحنُ نَنزِعُ عنَّا أقنِعَتنَا رَيثَمَا نَتذَكَّرُ ونَتوَاجَهُ بِالحَقِيقَةِ المُرَّة بأنَّنَا “تُرَابْ”… بأنَّنا فانيون.
الموضوعُ الأساسيُّ الثَّانِي فِي فَصلِ الصَّومِ هوَ التَّوبة، والّتِي نفهمها نَحنُ بِأنَّهَا ندَامَةٌ عَنِ الخَطَايَا. حقِيقَةُ المَوتِ والحَاجَةُ إِلَى التَّوبَةِ مَوضُوعَانِ مُتَلَازِمَانِ لِكَثِيرٍ مِنَ المَسِيحيِّينَ، وخُصُوصَاً لِكُلِّ مَنْ يُؤمِنُ بِحرفيَّةِ ما سيحدُثُ في الدَينُونَةِ أو حقيقة الجَحِيمِ مَا بَعدَ المَوتِ. طبعاً، لَا يَعرِفُ أيٌّ مِنَّا مَتى سَيَمُوتْ؛ رُبَّمَا قَدْ يَحدُثُ هذا مُتَأخِّرَاً هذا اليوم أو غدَاً، أو لرُبَّمَا لنْ يأتيَ لِسِنِينَ طَوِيلَة! نَحنُ لا نَعلَمُ ذَلِكَ. لِذَا مِنَ الحِكمَةِ والحَصَافَة والضَّرُورَةِ أن نُقدِمَ على التّوبة بعدَ أنْ نفهمَ معناها الحقيقيّ!
نعمْ، الموتُ والتَّوبَةُ وارتِبَاطُهُمَا معاً كانَ ذَا أهمّيَّةٍ بالِغَةٍ في النَّفسِيَّةِ المَسِيحِيَّةِ عامَّةً، ولوقتٍ طويل. لِقُرُونٍ عَدِيدَةٍ كانَتِ السَّماءُ والجَحِيمُ والأُخرَوِيَّاتُ مِحوَرَ الإيمَانِ وحَدِيثَهُ الوَحِيدْ، لِذَا فالمَوتُ والتَّوبَةُ عنِ الخَطيَّةِ كانَا مَصدَرَاً للشُّؤمِ والذُّعرِ والخَوفْ. ويقولُ قائلٌ: “منَ الضَّرُورِيِّ أن نكونَ على علاقَةٍ صحِيحةٍ باللهِ، وإِلَّا فنحنُ نُخَاطِرُ بالعِقَابِ الأبدِيِّ،” ولكنْ لِسُخرِيَةِ الأقدارِ هذا النَّوعُ مِنَ العلاقَةِ باللهِ يُمَثِّلُ عَلاقَةً “خَاطِئَةً” لأنَّ أسَاسَهَا غيرُ صحيحْ… وكأنَّ علاقَتَنَا بالله مؤسَّسةٌ على خوفٍ من الدَّينونَةِ والعقاب الأبديِّ (خوفٍ من الله)، أو لأنَّنا استِغلاليُّونَ – نَطمَحُ بهذهِ العلاقَةِ لأجلِ مَصلَحَةٍ لنَا فيها (ًحتَّى ولو كانَ خَلَاصُنَا هوَ أحدُ هذه المَطَامِعِ أو المَصَالِح!). كِلَا هذينِ الطَّرحين خاطِئٌ لاهوتيَّاً ويَحتَاجُ إلى إعادَةِ تصويبٍ وتصحيحٍ و”إصلَاح،” فالعَلاقَةُ باللهِ والشَّرِكَةُ معهُ مُحَتَّمَةٌ علينَا لا لخوفٍ أو مَصلَحَةٍ، بَلْ لِأنَّنا نحِبُّهُ، وحبُّهُ يَحلُو لنَا ويلذُّ، “إذ هوَ قدْ أحبَّنا قبلُ” (يوحنَّا الأولى 4: 19). وهَذا ما يُعطِي ويُضفِي طَعمَاً ومعنىً للحياةِ، فاللهُ هوَ من أتى إلَينا في يسوع المسيحِ ليمنَحنا الحياة – لا بل ملئَ الحياةِ وفيضها (يوحنَّا 10: 10).
ولَكِنْ دَعُونَا نَنظُرُ من جديدٍ لِهَذَينِ المَوضُوعَينِ – المَوتُ والتَّوبةُ – بِطَرِيقَةٍ مُختَلِفَةٍ جديدة. قلبُ المَسِيحِيَّةِ هوَ ليسَ عَنِ المَصِيرِ الأبدِيِّ في السَّمَاءِ أو فِي الجَحِيمِ [بالرُّغمِ من أنَّها تتضمَّنُ ذلك]. والتَّوبَةُ – بِالعُمقِ – هي ليسَتِ النَّدمَ عنِ الخَطايَا والقرارَ بأنْ نكونَ جيِّدِينَ أو أكثرَ صلاحاً لِنَضمَنَ حالَتَنَا ما بَعدَ المَوتِ! الموتُ والتَّوبَةُ يتعلَّقانِ أشدَّ التَّعلُّقِ بتَبعِ يَسوعَ فِي الطَّريقِ الَّذِي يَقُودُنا للحياةِ مِنْ خِلالِ المَوت؛ نراهُمَا في صَليبِ وقِيَامَةِ يَسُوع. علَينَا أن نَتبعَ يسوعَ إِلَى أورُشَلِيمَ، إلى مكانِ المَوتِ والقِيَامَة. بحقيقَةِ الأمرِ هذَا هُوَ فَحوَى فَصلِ الصَّومِ: هو رِحلَة باتِّجاهِ الجُلجُثَة والقَبرِ الفَارِغِ، وهَذِه الرِّحلَةُ تتضمَّنُ فِي جَوهَرِهَا: التَّوبَة.
ولكن ما معنى التَّوبَة في المقامِ الأوَّلِ؟! التَّوبَةُ ليسَتْ بِشكلٍ رئيسيٍّ الشُّعُورُ بالذَّنبِ حِيالَ خَطايَانا، أو القِيَامِ بِالكَفَّارَةِ لأجلِها (التّخلّي عن شيءٍ خلال هذا الفصل كاللحم أو الشُّوكولاتَة أو المَشرُوبَاتِ الكُحُولِيَّةِ أو التَّسَوُّقِ…). المَعنَى الكتَابِيُّ للتَّوبَةِ هو ثنائيُّ الجَانبِ: الجَانِبُ الأوَّلِ يَعنِي الرُّجُوعَ إلى اللهِ وإعادةُ الاتِّصَالِ بهِ. والجَانِبُ الثَّانِي يَعنِي “أن نَتجَاوَزَ الفِكرَ الَّذِي لَنَا” – وبِذَلكَ أقصِدُ الفِكرَ والعقلَ المُشَكّلَ بالتَّنشِئَةِ الاجتِمَاعِيَّةِ والتَّطَبُّعِ بالثَّقَافَةِ المُحِيطَةِ؛ أي، هيَ الانتِقَالُ إلى طَرِيقَةٍ جَدِيدَةٍ بالفَهم، كما يُعبِّرُ عنها بولس في (رومية 12: 2) “بعدَمِ مُشاكَلَةِ هذا الدَّهر.” هذا هوَ بالعُمقِ مَعنَى كَلِمَةُ Metanoia اليُونَانِيَّةِ، والَّتِي نحنُ نُتَرجِمُهَا بالعربيَّةِ بِطرِيقَةٍ غيرِ كافِيَةٍ وغيرِ مُنَاسِبَةٍ نوعَاً مَا إِلَى “التّوبَةِ.” Metanoia تَعنِي حَرفِيَّاً أنْ يملُكَ الشَّخصُ فِكرَاً جَدِيدَاً أو يَصِلَ إلى طَرِيقَةِ تَفكِيرٍ مُختَلِفَة حيالَ شيءٍ ما.
النَّتِيجَةُ لذلك هيَ: المَوتُ عن طُرقِ الرُّؤيَةِ والكَينُونَةِ والعَيشِ والهَوِيَّةِ القَدِيمَة {ما يُسمِّيهُ بولسُ الرَّسولُ بـ “الدَّهرِ الشِّرِّيرِ” (غلاطية 1: 4)}، ونولدَ مِنْ جَدِيدٍ (كورنثوس الثَّانية 5: 17)، مُقَامِينَ (رومية 6: 3-5)، لِطَرِيقِ رُؤيَةٍ وصيرُورَةٍ وعَيشِ هَوِيَّةٍ جَدِيدَةٍ. أربِعَاءُ الرَّمَادِ، وبَينَمَا نَضَعُ على جبَاهنَا إشارَةَ الصّليبِ والموتْ، هُوَ التَّمثِيلُ الطَّقسيُّ الشَّعائريُّ السَّنويُّ لِبِدَايَةِ هَذِهِ الرِّحلَة.
رحلة حج للصّليب، حيث هناك نَجدُ المَعنَى الجَدِيدَ للحيَاة.
فوقَ بوَّابَةِ ديرٍ مَسِيحيٍّ أرثوذُكسِيٍّ على جبلِ آثُوسْ نُقِشَتِ الحِكمَةُ الَّتِي تَقُولُ: “إنْ مُتَّ قبلَ أنْ تَمُوتْ، فلنْ تَمُوتَ عِندَمَا تَمُوتْ.” هُنَا نَجِدُ اعتِرَافَاً إيمَانِيَّاً أسَاسِيَّاً للحَيَاةِ الرُّوحِيَّة. تَحتَاجُ هذه الشِّفرَة إلى بعضِ الفَكِّ لأنَّهَا إِنْ أُخِذَتْ حَرفِيَّاً فلنْ تَعنِي شيئَاً. هيَ كنَادِرَةٍ أو أُحجيَة تُوهِمُ بالتَّنَاقُضِ) صُمِّمَتْ لِكَي تَدُورَ بالعقلِ بِسُرعَةٍ وتَأخُذَهُ إلى طَرِيقَةِ فَهمٍ جَدِيدَةٍ.
دَعُونَا نَنظُرُ كيفَ تَستَخدِمُ هَذِهِ العِبَارَةُ ضَمِيرَ المُخَاطَبِ، فَهُوَ يأخُذُ فِي هَذِهِ العبارَةِ ثلاثَةَ مَعَانٍ مُختَلِفَةٍ. أوَّلُ ضَمِيرٍ مُخَاطَبٍ فِي “إنْ مُتَّ” يُشِيرُ إلى النَّفسِ السَّاقِطَةِ المُتَمَركِزَةِ على الأنَا والَّتِي يُعَبِّرُ عَنهَا بُولسُ لاهوتيَّاً بِـ “الجَسدِ” أو “النَّفسِ القَدِيمَةِ.” هيَ تِلكَ النَّفسُ العَادِيَّةُ الطَّبِيعِيَّةُ السَّطحِيَّةُ للحَيَاةِ اليَومِيَّةِ. هذِهِ النَّفسُ هِيَ عَميَاءْ، صَمَّاءْ، عَرجَاءَ، ومَحدُودَة… فيهَا كلُّ الإِعَاقَاتِ إلَّا المَوتْ. مَحكُومَةٌ ومُسَيطَرٌ عَليهَا مِنْ خِلَالِ هَيكَلِيَّاتِ الزَّمَنِ، والمَادِيَّاتِ، والمَصَالِحِ الشَّخصِيَّةِ، والعَادَاتِ والأعرَافِ والتَّقَالِيدِ الإِجتِمَاعِيَّةِ الباليَة. مُعظَمُ البَشرِ يَعِيشُونَ كُلَّ حَيَاتِهِمْ غيرَ وَاعِينَ إِلَى أنَّ هُنَالِكَ نَفسَاً أو وُجُودَاً آخرَ غيرَ هَذِهِ النَّفسُ الأنَانِيَّةُ.
ثَانِي ضَمِيرٍ مُخَاطَبٍ فِي “قَبلَ أنْ تَمُوتْ” يُشِيرُ إلى الجِسمِ العُضوِيِّ والكَينُونَةِ البَيُولُوجِيَّةِ… هُوَ جِسمُنَا المَادِّيُّ الفَانِي. يُشَكِّلُ هَذا الجِسمُ معَ النَّفسِ الأنَانِيَّةِ مَنْ نَحنُ عَلَيهِ. وطبعاً آخِرُ ضَمِيرٍ مُخَاطَبٍ في “عِندَمَا تَمُوتْ،” يُشِيرُ إلى ذَاتِ الجِسمِ المَادِّي الفَانِي هَذا.
وبِالرُّغمِ منْ ذلكَ، هُنَاكَ ضَمِيرٌ مُخَاطَبٌ ثَالِثٌ فِي هَذِهِ العِبَارَةِ: رَقم ثَلاثَة. ويَظهَرُ فِي بِدَايَةِ الشَّطرِ الثَّانِي من هذه الجُملَةِ اللغزِ: “فلنْ تَمُوتَ.” هنا الضَّمِيرُ يُشِيرُ إلَى النَّفسِ الأكثرِ عُمقَاً، وسُموَّاً، واتِّسَاعاً، وشُمُولِيَّةً، واكتمالاً، ونَحنُ البشَرُ بِمُجمَلِنَا غيرُ وَاعِينَ لَهَا. أوَّلُ مَرحَلَةٍ مِنَ اليَقظَةِ الرُّوحِيَّةِ هيَ دَائِمَاً مرحَلَةُ بُزُوغِ الوَعيِ، أو الشَّكُّ بأنَّنَا نمتَلِكُ هَذِهِ النَّفسَ الأُخرى. هذِهِ النَّفسُ الأُخرى هِيَ نَفسُنَا الجَوهَرِيَّةُ. ويُشِيرُ إِلَيهَا بُولُسُ فِي رِسَالَتِهِ لِغَلاطِيَة بِـ “المَسِيحِ الَّذِي يَحيَا فِيَّا.”
لنْ يَكُونَ لِهَذِهِ الجُملَةِ مَعنَىً بِدُونِ أن نَفتَرِضَ هذَا الضَّمِيرَ المُخَاطَبَ الثَّالِثَ الَّذِي يَتجَاوَزُ فَهمَنَا التَّقلِيدِيَّ لِذَوَاتِنَا. سَيَكُونُ إذَاً مَعنَى هَذَا الشِّعَارِ الرَّهبَانِيِّ:
إنْ مُتَّ: إنْ مَاتَتْ نَفسُكَ الأنَانِيَّةُ / الأنَا فيكَ.
قبلَ أنْ تَمُوتْ: قبلَ أنْ يَمُوتَ جِسمُكَ الفَانِي.
فَلنْ تَمُوتَ: حِينَهَا نَفسُكَ الجَوهَرِيَّةُ لنْ تَمُوتَ.
عِندَمَا تَمُوتْ: عِندَمَا يَمُوتُ جِسمُكَ الفَانِي.
بِاختِصَارْ: يَجِبُ أنْ نَتخَلَّى عنْ نَفسِنَا الأنَانِيَّةِ كَيمَا تَنشَأَ نَفسُنَا الجَوهَرِيَّةُ وتَبقَى. البِشَارَةُ هِيَ أنَّهُ إنْ مَاتَتْ نَفسُنَا الأنَانِيَّةُ، فَنَفسُنَا الجَوهَرِيَّةُ لنْ تَمُوتْ. ولكنَّ الأخبارَ السَّيِّئَة، إنْ لَمْ تَمتِ الأنَا فِينَا وبَقَينَا مُتَمَسِّكِينَ ومُتفَاعِلِينَ مَعَهَا، سوفَ لنْ نَعِيَ نَفسَنَا الجَوهَرِيَّةَ البَتَّة. بِكَلِمَاتٍ أُخرى، إنْ لَمْ نَمُتْ قَبلَ أنْ نَمُوتَ، عِندَهَا بِكُلِّ بَسَاطَةٍ… سَنَمُوتْ.
Hello, I believe your website might be having internet browser compatibility issues.
Whenever I take a look at your blog in Safari,
it looks fine but when opening in I.E., it has some overlapping issues.
I merely wanted to give you a quick heads up! Besides that, wonderful website!
My brother suggested I might like this blog. He was totally right.
This post actually made my day. You cann’t imagine simply how much
time I had spent for this information! Thanks!
I like reading an article that can make men and women think.
Also, many thanks for allowing me to comment!
I got this web page from my buddy who shared with me about this web page and at the moment this time I am visiting this website and reading very informative content at this time.
magnificent publish, very informative. I ponder why the opposite
specialists of this sector don’t realize this.
You should proceed your writing. I am sure, you’ve a great
readers’ base already!
Fantastic beat ! I wish to apprentice whilst you amend your web site, how can i subscribe for a blog site?
The account helped me a appropriate deal. I had been a little
bit acquainted of this your broadcast provided vibrant clear concept
Heya i am for the first time here. I came across this board and
I find It really useful & it helped me out much. I hope to give something
back and help others like you helped me.
When I initially commented I appear to have clicked on the -Notify me when new
comments are added- checkbox and now each time a comment is added I receive 4 emails with the same comment.
Is there a means you are able to remove me from that service?
Appreciate it!
I am really enjoying the theme/design of your website.
Do you ever run into any web browser compatibility issues?
A number of my blog visitors have complained
about my site not working correctly in Explorer but looks great
in Opera. Do you have any advice to help fix this problem?